هل جون بولتون على وشك الوصول إلى سيناريو حرب إيران التي كان يريده دائماً، أو أنه على وشك فقدان وظيفته؟ على مدى الأيام القليلة الماضية، أدلى مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب بتصريحات وأصدر بيانات بشأن إيران وفنزويلا، التي عادة ما تكون مخصصة للتحضير للحملات العسكرية. لكن لا يبدو أن رئيس بولتون يسايره في الأمر.
ففي يوم الأحد الماضي، أصدر البيت الأبيض بياناً، نسبه إلى بولتون، ومفاده أن الولايات المتحدة ستنشر مجموعات من حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» وقاذفات قنابل إلى الخليج العربي. والهدف: «إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها إلى النظام الإيراني مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو مصالح حلفائنا سيقابل بقوة لا هوادة فيها». وأضافت الرسالة: «إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الحرب مع النظام الإيراني، لكننا على استعداد تام للرد على أي هجوم، سواء بالوكالة، أو من قبل الحرس الثوري، أو القوات الإيرانية النظامية». وقال مسؤول أميركي إن نشر القوات جاء ردا على «مؤشرات واضحة» على «هجوم محتمل» من قبل إيران أو وكلائها.
وعلى الرغم من أن طهران أعلنت يوم الإثنين أنها ستستأنف بعض أنشطتها النووية المعلقة إحياءً لذكرى مرور عام على تخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها، إلا أن النظام الإيراني، من جانبه، لم يلتقط طُعم بولتون بعد.
في الشهر الماضي، صنّفت الولايات المتحدة «الحرس الثوري» كمنظمة إرهابية، وبدورها، ردت طهران بشكل متوقع من خلال وصف جميع القوات الأميركية في الشرق الأوسط بأنها إرهابية. وبصرف النظر عن خطابهم، رغم ذلك، لم يتخذ الإيرانيون أي خطوات واضحة لتصعيد التوترات بين الدولتين.
وفي هذه الأثناء، أشار وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» في الأسابيع الأخيرة إلى رغبة حكومته في التفاوض مع واشنطن بشأن اتفاق نووي جديد. وتجدر الإشارة إلى أن هذا هو بالضبط الهدف الذي ذكره ترامب عندما سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في نفس هذا الأسبوع من العام الماضي. يعد بيان بولتون هو نوع من التحذير الصارم الذي ينطوي على هدفين محتملين. الأول هو دفع خصم لتعديل سلوكه. والثاني – وهو الأكثر ترجيحا في هذه الحالة، بالنظر إلى تاريخ بولتون الطويل في السعي لتغيير النظام في طهران – هو استفزاز إيران للقيام برد فعل سريع.
لا أرى سبباً كافياً لاختيار طهران المسار الأخير. ووفقاً لمجتمع الاستخبارات الأميركية، ما زالت طهران متمسكة بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في عام 2015 وهي تعاني من العقوبات الجديدة المفروضة على اقتصادها.
وعلى الرغم من أن ترامب كان دائما لديه كلمات قاسية للنظام الإيراني، قال الرئيس على تويتر في شهر سبتمبر الماضي إنه كان متأكداً من أن رئيس إيران، حسن روحاني، كان «رجلاً محبوباً». ومن جانبه، زعم روحاني أن ترامب سعى لعقد لقاءات معه في ثماني مناسبات. ألا يعني هذا الكثير؟ لا تنسوا تعليقات ترامب المستهجنة بشأن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون التي سبقت اجتماعاتهما في سنغافورة وفيتنام.
وفي يوم السبت، ذكر ترامب تغريدتين يجب أن تكونا قد أثارتا قلق بولتون. في تغريدته الأولى، في ما يتعلق بكيم، قال ترامب إنه «يعلم أنني معه ولا أريده أن يحنث وعده معي. إن الصفقة ستتم!» وتبع ذلك تشدق ترامب عن «مكالمته الجيدة جداً» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول ما وصفه الرئيس بـ «الإمكانات الهائلة لعلاقة جيدة/عظيمة مع روسيا، على الرغم مما تقرؤونه أو تسمعونه في وسائل ألإعلام الكاذبة».
ولكن بالنظر إلى كراهية ترامب الانخراط في نزاعات جديدة وميله إلى أن يكون لطيفاً مع الزعماء الديكتاتوريين، فإن بولتون يعلم أن اللحظة قد تكون خاطفة.
وتماما كما أشار ترامب إلى استعداده مواصلة المفاوضات مع كيم – الزعيم الفاسد للنظام الشرير على الأرض – يجب أن يخشى «بولتون» من انفتاح مماثل مع إيران.
فهل يريد ترامب تغيير النظام في إيران؟ أم أنه يحاول إبرام صفقة جديدة مع الملالي؟ أم أنه منفتح على فكرة حرب يمكن تجنبها تماماً في الخليج العربي؟
نحن بحاجة إلى إجابات. وليس مستقبل جون بولتون فقط هو الذي يعتمد على هذه الإجابات.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
ففي يوم الأحد الماضي، أصدر البيت الأبيض بياناً، نسبه إلى بولتون، ومفاده أن الولايات المتحدة ستنشر مجموعات من حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» وقاذفات قنابل إلى الخليج العربي. والهدف: «إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها إلى النظام الإيراني مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو مصالح حلفائنا سيقابل بقوة لا هوادة فيها». وأضافت الرسالة: «إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الحرب مع النظام الإيراني، لكننا على استعداد تام للرد على أي هجوم، سواء بالوكالة، أو من قبل الحرس الثوري، أو القوات الإيرانية النظامية». وقال مسؤول أميركي إن نشر القوات جاء ردا على «مؤشرات واضحة» على «هجوم محتمل» من قبل إيران أو وكلائها.
وعلى الرغم من أن طهران أعلنت يوم الإثنين أنها ستستأنف بعض أنشطتها النووية المعلقة إحياءً لذكرى مرور عام على تخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها، إلا أن النظام الإيراني، من جانبه، لم يلتقط طُعم بولتون بعد.
في الشهر الماضي، صنّفت الولايات المتحدة «الحرس الثوري» كمنظمة إرهابية، وبدورها، ردت طهران بشكل متوقع من خلال وصف جميع القوات الأميركية في الشرق الأوسط بأنها إرهابية. وبصرف النظر عن خطابهم، رغم ذلك، لم يتخذ الإيرانيون أي خطوات واضحة لتصعيد التوترات بين الدولتين.
وفي هذه الأثناء، أشار وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» في الأسابيع الأخيرة إلى رغبة حكومته في التفاوض مع واشنطن بشأن اتفاق نووي جديد. وتجدر الإشارة إلى أن هذا هو بالضبط الهدف الذي ذكره ترامب عندما سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في نفس هذا الأسبوع من العام الماضي. يعد بيان بولتون هو نوع من التحذير الصارم الذي ينطوي على هدفين محتملين. الأول هو دفع خصم لتعديل سلوكه. والثاني – وهو الأكثر ترجيحا في هذه الحالة، بالنظر إلى تاريخ بولتون الطويل في السعي لتغيير النظام في طهران – هو استفزاز إيران للقيام برد فعل سريع.
لا أرى سبباً كافياً لاختيار طهران المسار الأخير. ووفقاً لمجتمع الاستخبارات الأميركية، ما زالت طهران متمسكة بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في عام 2015 وهي تعاني من العقوبات الجديدة المفروضة على اقتصادها.
وعلى الرغم من أن ترامب كان دائما لديه كلمات قاسية للنظام الإيراني، قال الرئيس على تويتر في شهر سبتمبر الماضي إنه كان متأكداً من أن رئيس إيران، حسن روحاني، كان «رجلاً محبوباً». ومن جانبه، زعم روحاني أن ترامب سعى لعقد لقاءات معه في ثماني مناسبات. ألا يعني هذا الكثير؟ لا تنسوا تعليقات ترامب المستهجنة بشأن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون التي سبقت اجتماعاتهما في سنغافورة وفيتنام.
وفي يوم السبت، ذكر ترامب تغريدتين يجب أن تكونا قد أثارتا قلق بولتون. في تغريدته الأولى، في ما يتعلق بكيم، قال ترامب إنه «يعلم أنني معه ولا أريده أن يحنث وعده معي. إن الصفقة ستتم!» وتبع ذلك تشدق ترامب عن «مكالمته الجيدة جداً» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول ما وصفه الرئيس بـ «الإمكانات الهائلة لعلاقة جيدة/عظيمة مع روسيا، على الرغم مما تقرؤونه أو تسمعونه في وسائل ألإعلام الكاذبة».
ولكن بالنظر إلى كراهية ترامب الانخراط في نزاعات جديدة وميله إلى أن يكون لطيفاً مع الزعماء الديكتاتوريين، فإن بولتون يعلم أن اللحظة قد تكون خاطفة.
وتماما كما أشار ترامب إلى استعداده مواصلة المفاوضات مع كيم – الزعيم الفاسد للنظام الشرير على الأرض – يجب أن يخشى «بولتون» من انفتاح مماثل مع إيران.
فهل يريد ترامب تغيير النظام في إيران؟ أم أنه يحاول إبرام صفقة جديدة مع الملالي؟ أم أنه منفتح على فكرة حرب يمكن تجنبها تماماً في الخليج العربي؟
نحن بحاجة إلى إجابات. وليس مستقبل جون بولتون فقط هو الذي يعتمد على هذه الإجابات.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»